طبقا لمنطق صور الفكر وطرق الاستدلال السليم والقواعد العامة للتفكير الصحيح فإن المياه البارد لابد Hنه يتفوق على نظيره الساخن في سرعة التجمد .. يتجمد الماء عند درجة حرارة صفر مئوية . وبالتالي فكلما بردت حرارة الماء كلما كان الوصول إلى درجة التجمد أسرع .. إلا انه في بعض الحالات ذات الظروف المعينة يكسر الماء الخطوط الحمراء ويدخل في دائرة خلاف المنطق.
ظاهرة تُعرف بإسم "تأثير مبيمبا" ( Mpemba effect ) وتم تسميتها تيمناً بمكتشفها التنزاني الذي لاحظها لأول مرة في عام 1963 "إراستو مبيمبا" (Erasto Mpemba) والذي يظهر حينما يتعرض حجمين من المياه مختلفين في درجات الحرارة لظروف التجمد في البيئة المؤثرة عليهما .. حينها تتجمد المياه الساخنة أسرع من الباردة.
يقف وراء تفسير هذه الظاهرة عملية التبخر الفيزيائية والتي لا تحدث إلا عند سطح المادة السائلة تتحول فيها جزيئات هذه المادة من الحالة السائلة إلى الحالة الغازية بفعل الحرارة .. وتبخر المياه الساخنة يكون أسرع من الباردة ولذلك فإن كمية الغاز تكون أقل في الساخنة عن الباردة وهو ما قد يفسر سر هذه الظاهرة.
إلا أن هذا الأمر لا يعمل دائما، وليس هو السبب الوحيد وخاصة عند استخدام حاويات مغلقة تمنع بخار الماء (الغاز) من الهرب وقد يقف تفسير آخر وراء حدوث هذه الظاهرة أنه قد يكون هناك كمية من الغاز المذاب أقل في المياه الدافئة، والتي يمكن أن تقلل من قدرته على توصيل الحرارة، وبالتالي تبرد بشكل أسرع.
وربما أمر آخر وهو التوزيع الغير موحد لطبقات المياه في الماء إذ يرتفع الماء الساخن إلى أعلى الوعاء قبل أن يهرب على شكل غاز، وانتقال الماء البارد تحتها وخلق غطاء دافئ .. ومع برودة الجزء السفلي تتكون تيارات تنقل الحرارة الباردة أسرع وهو ما يسرع عملية التبريد..هذه الحركة تسمى تيارات الحمل الحراري لنقل الحرارة بالموائع (السوائل والغازات) وهي سائدة في مياه المحيط.
الجدير بالذكر أن ملاحظات Mpemba أكدت آراء بعض المفكرين المعتمدة على الحدس الداخلي الأكثر احتراما في التاريخ، مثل أرسطو وديكارت رينيه وفرنسيس بيكون، وبتفوق سرعة الماء الساخن في التجمد عن الماء البارد.
لمزيد من الموضوعاات
إضغط هنا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق